تعريف التناص ( علم النص )

       
 لم يُعرف مفهوم التناص في الدراسات النقدية العربية إلا في العقود الأخيرة بالرغم من وعي النقاد العرب القدامى لعلاقات النصوص بعضها مع البعض الآخر , ولم تستخدم تلك الدراسات مصطلح التناص وحده الذي هو ترجمة للمصطلح الانكليزي Intertertuality بل استخدمت مصطلحات مرادفة مثل (التناصية والنصوصية والتعالق النصي وتداخل النصوص والحوارية والنص الغائب) . 

ومع اختلاف هذه المصطلحات إلا ان هناك جامعاً يجمعها ويربطها وهو الكشف عن حالة من العلاقات القائمة بين نص ونصوص أخرى .  
 ومن أكثر تعريفات التناص تداولاً هو تعريف الناقدة الفرنسية جوليا كرستيفا حيث رأت أن التناص ( تقاطع داخل النص لتعبير (قول) مأخوذ من نصوص أخرى )
ويـختار جيـرار جينيت تسمية مغايـرة لمصطلح التناص فيسميه التعالـي النصـي وهـو ما يجعل النص في علاقة خفية أو جلية مع غيره من النصوص .
وفي تعريف جينيت هذا تركيز على التمظهر الشكلي للتناص . ويقارب تودوروف مفهوم كرسيتفا لنشوء النص ويرى أن كل ما يوجد هو تحويل مـن خطاب إلى آخر ومـن نص ٍ إلى
نص.
ويرى روبرت شولز أن القصيدة نص يرتبط بنصوص أخرى , ويحدد سولير مكان التناص ودوره بالنسبة للنص فهو يتموضع في ملتقى نصوص كثيرة بحيث يعدﱡ قراءة جديدة للنص.
ويبدو من تلك التعريفات أنها شددت على قضيتي التمثل والتحويل اللذين يتعلقان بآلية إنتاج النص وهذا ما يوحي أن للتناص مهمة أخرى سيضيفها للنص بوصفه نقطة التقاء للعديد من النصوص التي ستوفر فرصة لانفتاح النص وتعدد قراءاته .

تعليقات

  1. جزاكِ الله خيرا .. ونفع بك .. وزادك علما ونورا .. شكرا جزيلا

    ردحذف
    الردود
    1. واياكم ... تابع معنا المواضيع الجديدة جاري العمل عليها

      حذف

إرسال تعليق